قصـــة الحـجــــارةقال تعـــــالى:
{ فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ومــــا رميت اذ رميــــت ولــــكنّ الله رمــــى وليبلي المؤمنون منه بلاءً حسنا انّ الله سميع عليم (17) } (ســـورة الأنفـــال)
صدق الله العلي العظيمإنّ للحجـــارة قصة طويلة , ممتدة الفصول والحلقات , عبر التاريخ الطويل للبشرية ، إنها رمز للقوة والصلابة , في الوقت نفسه هي قوة مطواعة في يد الله (سبحانه وتعالى) يسخرها كيف يشاء , هي جند من جنود الله
(( وما يعلم جنود ربك الا هو )).
***القصـــــــــة الأولى *****عندما لآحق إبليس سيدنا إبراهيم الخليل (عليه الصلاة والسلام) محاولا إقناعه بالتمرد على أمر ربه في ذبح ولده إسماعيل (عليه السلام) ، ومحركا لعاطفة الأبوة ، ألتقط من بطحاء مكة جمرات يقذفها في وجهه ، ثم عاود إبليس المحاولة ثلاث مرات في ثلاث أماكن مختلفة طمعا في النجاح ، وفي كل مرة يرجمه سيدنا إبراهيم حتى يأس.
*** القصــــــــــة الثانية ****حين طلب سيدنا موسى (عليه السلام) من ربه السقيا لقومه وهم في الصحراء استجاب الله له ، وأمره أن يضرب بعصاه حجرا فانفجرت منه اثنتا عشر عينا بعدد أسباط بني اسرائيل , فالعصا ليس من خواصها اختراق الحجر وليس من صفات الحجر أن يتأثر بضربة عصا ، ولكنها قدرة الله ومعجزة كبرى يجريها على يد نبيه.
*** القصـــــــــــة الثالثة ****لما استحق قوم لوط الهلاك بسبب جريمتهم الشنعاء , أرسل الله لهم ملائكة وأمرهم أن يمطروهم بحجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين , فكانت الحجارة سلاحا الاهياً فتاكا.
*** القصــــــــــــــة الرابعة ****ويدور الزمن دورته , ويغزو أبرهة مكة المكرمة بجيش جرار تتقدمه الفيلة يريد هدم الكعبة المشرفة ، ويعجز العرب عن التصدي لهذا الزحف ويقفون موقف العاجز ، فتتدخل القدرة الإلهية في هذه اللحظات فتجتاحهم قوة الله وجنده فيرسل الله جماعات من الطير تحصبهم بحجارة من سجّيل فتجعلهم كالعصف المأكول.
*** القصــــــــــــــة الخامسة ****في غزوة حنين عندما ولّى المسلمون الأدبار , فيقبض الرسول (صلى الله عليه وسلم) حفنة من تراب وحصى ويقذف بها وجوه القوم.
*** القصـــــــــــة السادسة ****والحصى يسبح في يد الرسول (عليه الصلاة والسلام) , وصدق الله العظيم إذ يقول { وإن من شيئ إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم } وأحد جبل يبادل الرسول الحب والحنين ، (( أحد جبل يحبنا ونحبه )).
*** القصـــــــــة السابعة ****تروي لنا كتب التاريخ قصة القائد التركي الذي نفذت ذخيرته في إحدى المعارك فأشار أحد جنوده بالإستسلام ولكنه تذكر قوله تعالى : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } واستخدم الحجارة بدلا من الذخيرة وتحولت الهزيمة إلى نصر.
*** القصـــــــة الثامنة ***أطفال الحجارة في فلسطين ، فهي تثير الرعب والفزع في نفوس اليهود الجبناء ، لأنها تنطلق من الأيدي المتوضئة التي آمنت بربها وليس على الله بعزيز الذي أهلك أبرهة وجنوده بحجارة الطير , وكما قتل داود بحجارة مقلاعة جالوت ( وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك ) أن يهلك هذه العصابة المعتدية ، إن الحجارة التي كانت أداة طيعة في أيدي اليهود أصبحت الأن لعنة تطاردهم وعدوا يخيفهم ، قال الرسول عليه السلام ( لاتقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الشجر والحجر : ( يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود ) فسبحان الله العظيم.
صورة لشجرة الغرقد ويقال ايضا (شجر العوسج) :