Wildx
۩ » المديــر العــام «۩
احتــرام القــوانيــن : الدولة : عدد المساهمات : 899 تاريخ التسجيل : 23/04/2011
| موضوع: محمد بن سيرين الثلاثاء مايو 10, 2011 8:41 am | |
| محمد بن سيرين
مولده ونشأته ولد محمد بن سيرين في خلافة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ، كان والده مملوكًا للصحابي الجليل أنس بن مالك (رضي الله عنه) ، وكان من نصيبه بعد معركة "عين التمر" وهي بلدة غربي الكوفة افتتحها خالد بن الوليد (رضي الله عنه) في خلافة أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) ، فأعتقه أنس بن مالك (رضي الله عنه).
قال أنس بن سيرين: ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وأمه اسمها (صفية) وكانت أمة لأبي بكر الصديق (رضي الله عنه) فأعتقها أيضًا. عرف أبوه وأمه بالصلاح وحُسن السيرة.
طلبه للعلم نشأ محمد بن سيرين في بيت تحوطه التقوى والورع واتصل بمجموعة كبيرة من الصحابة مثل: زيد بن ثابت ، عمران بن الحصين ، انس بن مالك ، أبو هريرة ، عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن عمر (رضي الله عنهم جميعا).
أقبل محمد بن سيرين على هؤلاء الصحابة الكرام ينهل من علمهم وفقههم وروايتهم لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) . قال هشام بن حسان : أدرك محمد ثلاثين صحابياَ.
من تلاميذه ( قتادة ، وأيوب ، ويونس بن عبيد ، وابن عون ، وخالد الحذّاء ، وهشام بن حسان ، وعوف الأعرابي ، وقرة بن خالد ، ومهدي بن ميمون ، وجرير بن حازم ، وأبو زياد محمد بن سليم ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، وعقبة بن عبد الله الأصم .. وغيرهم).
شهـرته اشتهر محمد بن سيرين وذاع صيته وعلت شهرته في البلاد وعُرف بالعلم والورع وقد كانت له مواقف مشهورة مع ولاة بني أمية صدع فيها بكلمة الحق وأخلص النصح لله ولرسوله ، منها: سأله مرة عمر بن هبيرة والي بني أمية على (العراقين): كيف تركت أهل مصر يا أبا بكر ( كنية اب نسيرين ) ، فقال محمد بن سيرين: تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ . فغمزه ابن أخيه بمنكبه ، فالتفت إليه قائلا: إنك لست الذي تُسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة ( ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) فأجزل ابن هبيرة له العطاء ، فلم يقبل، فعاتبه ابن أخيه قائلا: ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير؟ فقال: إنما أعطاني لخير ظنه بي ، فإن كنت من أهل الخير كما ظن ، فما ينبغي لي أن أقبل ، وإن لم أكن كما ظن ، فأحرى بي ألا استبيح قبول ذلك.
ورعه ومن ورع محمد بن سيرين أنه سمع أحد الناس يسب الحجاج بن يوسف بعد وفاته فقال له: صه ياابن أخي، فإن الحجاج مضى إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله (عز وجل) ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج ، فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه ، واعلم ياابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن يظلمونه ، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد.
منح الله ابن سيرين سمتًا صالحًا وقبولا في قلوب الناس ، فكان الناس إذا رأوه في السوق وهم غارقون في غفلتهم انتبهوا وذكروا الله وهللوا وكبَّروا.
كانت له تجارة وله بيع وشراء في السوق فإذا رجع إلى بيته بالليل أخذ في القيام يتلو القرآن ويبكي. وكان في تجارته ورعًا لدرجة أنه ذات مرة اشترى زيتًا بأربعين ألفًا مؤجلة ، فلما فتح أحد زقاق الزيت وجد فيه فأرًا ميتًا متفسخًا فقال في نفسه: إن الزيت كله كان في المعصرة في مكان واحد وإن النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه ، وإن رددته للبائع بالعيب فربما باعه للناس ، فأراق الزيت كله.
ثناء العلماء عليه قال مورق العجلي: ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين.
قال ابنعون: كان محمد يأتي بالحديث على حروفه وقال أيضاً: ما رأيت مثل محمد بن سيرين. وقال حماد بن زيد ، عن عثمان البتى ، قال: لم يكن أحد بالبصرة أعلم بالقضاء من ابن سيرين. وعن حماد أيضاً عن عاصم ، سمعت مورقاً العجلي يقول: ما رأيت أحدا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين.
قال ابنعون: ثلاثة لم تر عيناي مثلهم: ابن سيرين بالعراق ، والقاسم بن محمد بالحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام ، كأنهم التقوا فتواصوا.
قال أبو عوانة: رأيت محمد بن سيرين في السوق ، فما رآه أحد إلا ذكر الله. قال محمد بن جريرالطبري: كانا بن سيرين فقيهاً ، عالماً ، ورعاً ، أديباً ، كثير الحديث ، صدوقاً ، شهد له أهل العلم والفضل بذلك ، وهو حجة.
احتياطه في الحديث قال مهدي بن ميمون: رأيت محمد بن سيرين يحدث بأحاديث الناس ، وينشد الشعر ، ويضحك حتى يميل ، فإذا جاء بالحديث من المسند كلح وتقبض. قال أشعث: كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام ، تغير لونه حتى نقول: كأنه ليس بالذي كان. قال ابن شبرمة: دخلت على محمدابن سيرين بواسط فلم أر أجبن من فتوى منه ، ولا أجرأ على الرؤيا منه. قال هشام: ما رأيت أحداً عند السلطان أصلب من ابن سيرين. وكان ابن سيرين قد حبس في السجن على دين أصابه وقد حبسه مالك بن المنذر ، وقد روى عبد الحميد بن عبد الله أن السجّان قال لإبن سيرين: إذا كان الليل فأذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال. قال لا والله ، لا أكون لك عوناً على خيانة السلطان.
عن ابن عون قال: أن محمد كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضاً من خفض كلامه عندها.
كان ابن سيرين بزازاً (بائع أقمشة) ، ومرّ يوماً في زقاق فسألته امرأة: ماذا لديك من بضاعة؟ قال: أبيع الأقمشة. فقالت له: ادخل المنزل حتى اختار القماش الذي اريد، فلما دخل اغلقت المرأة الباب وقالت: يجب أن تلبي طلبي. وكان ابن سيرين شابا نجيباً ولم يرتكب رذيلة ابداً وكان يقول: كنت أغض بصري إذا رأيت في المنام امرأة أجنبية (غير محرمة). ولمّا أصرت تلك المرأة على ابن سيرين ليفعل ماتريد ، قال لها: حسناً دعيني اذهب إلى المستراح (الخلاء) كي أتهيأ وأعود ، فذهب ولطخ نفسه بالنجاسة ، ثم رجع إليها فاشمأزت منه واخرجته ، وهكذا تخلص من المعصية. فمنحه الله بعد ذلك القدرة على تفسير الاحلام. ويوجد كتاب ينسب له في تفسير الأحلام، لكن أتباع السلفية لا يقولون بذلك.
وفاته قال ابنعون: كانت وصية محمد بن سيرين لأهله وبنيه: أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين ، وأوصاهم بما أوصى به { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.
| |
|